في المرحلة الجامعية، يواجه الطلاب طيفًا واسعًا من التحديات النفسية والاجتماعية، ولعل من أبرزها الوقوع في فخ المقارنات المستمرة، ينظر البعض إلى زملائهم ويرون إنجازاتهم الأكاديمية أو الاجتماعية أو حتى مظاهرهم الخارجية، فيبدأون في مقارنة أنفسهم بهم، ما يؤدي غالبًا إلى شعور بالنقص وفقدان الثقة بالنفس.

 

اقرأ أيضا.. سنة أولى جامعة| أول امتحان.. لا داعي للخوف!

 

لماذا نقارن أنفسنا بالآخرين؟

في بيئة تنافسية كالحرم الجامعي، يصبح من السهل أن نقيس قيمتنا الذاتية بمقارنة درجاتنا، أو مهاراتنا، أو حتى علاقاتنا بما يمتلكه الآخرون، هذا السلوك غالبًا لا ينبع من ضعف، بل من حاجة فطرية للانتماء والقبول، غير أن الإفراط فيه يمكن أن يكون له نتائج سلبية خطيرة.

 

آثار المقارنات على الصحة النفسية

 

  1. تراجع الثقة بالنفس: المقارنة المتكررة تجعل الطالب يركز على نقاط ضعفه بدلًا من نقاط قوته.

  2. الإحباط وفقدان الدافع: عندما يرى البعض زملاءهم يحققون نجاحات، قد يشعرون أن محاولاتهم لا فائدة منها.

  3. القلق والاكتئاب: شعور دائم بعدم الكفاية يؤدي إلى اضطرابات نفسية قد تؤثر على الأداء .

  4. الانفصال عن الذات: تكرار المقارنات يضعف من إدراك الشخص لقيمته الحقيقية، ويجعله يسعى ليكون "نسخة من غيره".

 

كيف تتجنب فخ المقارنة؟

  • ركز على تقدمك الشخصي: اسأل نفسك: "أين كنت؟ وأين أصبحت؟" بدلًا من أن تسأل: "لماذا هو أفضل مني؟"

  • تقدير الإنجازات الصغيرة: كل خطوة إلى الأمام تستحق الاحتفال، مهما بدت بسيطة.

  • احط نفسك بأشخاص إيجابيين: الصحبة الطيبة تشجعك على التطور دون أن تحبطك بالمقارنة.

  • افصل بين ما تراه وما تعرفه: قد يبدو زملاؤك ناجحين، لكنك لا تعرف التحديات التي يمرّون بها.

  • تذكر أن كل شخص يسير في طريق مختلف: لكل فرد قدراته وظروفه وسرعته الخاصة في التعلم والنضج.

 

بدلًا من أن تنظر إلى الآخرين كمنافسين، انظر إليهم كمصادر إلهام تعلم من طرقهم، لا لتقلدهم، بل لتطور نفسك بأسلوبك، المنافسة الحقيقية هي بينك وبين نسخة الأمس من نفسك.


المقارنة ليست مقياسًا للنجاح، بل هي طريق مختصر نحو الإحباط، ذكر نفسك دائمًا أن رحلتك فريدة، وأنك لا تحتاج لتكون مثل أحد، بل أن تكون أفضل نسخة من ذاتك.